«الاثنين الأسود».. الأسواق العالمية لم ينج أحد

ضربت أسواق الأسهم العالمية موجة عنيفة من التراجعات الحادة التي أعادت إلى الأذهان، انهيارات «الاثنين الأسود» التي كان آخرها انهيارات الأسواق مطلع أغسطس الماضي حينما اشتعلت  (Carry Trade) على الين الياباني.

في غضون ذلك استهلت سوق الأسهم الآسيوية تعاملات اليوم الاثنين على تراجعات عنيفة حيث سجلت بورصة هونج كونج خسارة بنسبة 12% وهي الأسوأ منذ أكثر من 16 عاماً، في حين تراجعت بورصة تايبيه بأكثر من 9% وطوكيو بأكثر من 7%.

بينما افتتحت الأسواق الأوروبية تعاملات اليوم الاثنين على سقوط جماعي، وذلك على خطى انهيار الأسهم الآسيوية في وقت سابق من يوم «الاثنين الأسود» الجديد الذي تشهده الأسواق بعد أن فرضت الصين رسوماً جمركية باهظة على الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن تستمر الأسهم الأميركية في موجة بيع استمرت يومين، حيث خسرت وول ستريت أكثر من 5 تريليونات دولار من قيمتها لتسجل أسوأ أسبوع لها منذ عام 2020، إذ أغلق مؤشر ناسداك في منطقة السوق الهبوطية نهاية الأسبوع الماضي، ووصلت خسائر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 17% من أعلى مستوى قياسي سجله المؤشر القياسي في فبراير.

وتعيد هذه المشاهد إلى الأذهان ما حدث في «الاثنين الأسود» عام 1987، حيث شهد ذلك اليوم انهياراً مفاجئاً في أسواق الأسهم العالمية، فقدت خلالها أسواق المال الكبرى مثل نيويورك وهونغ كونغ نسبة كبيرة من قيمتها. في 19 أكتوبر 1987، سجل مؤشر داو جونز أكبر انخفاض يومي في تاريخه بنسبة 22.6%، ما تسبب في موجة من الذعر الاقتصادي على مستوى العالم. 

العقود الآجلة 

◄انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز للأسهم الصناعية الكبرى بنسبة 3.5%.

◄تراجعت العقود الآجلة للمؤشر الأوسع نطاقاً ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.6%.

◄هبطت العقود الآجلة لمؤشر أسهم التكنولوجيا ناسداك المجمع بنسبة 4%.

◄ارتفع مؤشر التقلبات (VIX) Cboe Volatility Index إلى مستويات قياسية جديدة 19% إلى 53 نقطة وهو أعلى مستوى منذ يناير 2020 الذي كان بسبب أزمة كورونا.

أسواق أوروبا 

◄تراجع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوسع نطاقاً في أوروبا 6.5% ما يعادل 31 نقطة وصولاً إلى مستويات 466 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2023.

◄انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 8% أو ما يعادل 1420 نقطة وصولاً إلى مستويات 19099 نقطة.

◄نزل مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 6.6% أو ما يعادل 510 نقاط وصولاً إلى مستويات 6792 نقطة.

◄انخفض مؤشر فوتسي إم آي بي الإيطالي بنسبة 7.9% أو ما يعادل 2655 نقطة وصولاً إلى مستويات 31955 نقطة.

◄هوى مؤشر إيبكس 35 بنسبة 9% أو ما يعادل 920 نقطة وصولاً إلى مستويات 11510 نقاط.

◄تراجع مؤشر فوتسي 100 في بريطانيا بنسبة 6.1% أو ما يعادل 411 نقطة وصولاً إلى مستويات 7610 نقاط.

أسواق آسيا

◄تراجع مؤشر آسيا داو الأوسع نطاقاً 9.2% أو ما يعادل 368 نقطة وصولاً إلى مستويات 3639 نقطة.

◄انخفض مؤشر نيكاي 225 الرئيس في اليابان بنسبة 7.8% أو ما يعادل 2466 نقطة وصولاً إلى مستويات 31136.6 نقطة.

◄هبط مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 13.2% أو ما يعادل 2841 نقطة وصولاً إلى مستويات 20016 نقطة، أسوأ انهيار منذ 1997.

◄نزل مؤشر شنغهاي المركب في الصين بنسبة 8.14% أو ما يعادل 272 نقطة وصولاً إلى مستويات 3069 نقطة.

◄انخفض المؤشر الرئيس في سنغافورة بنسبة 8% أو ما يعادل 302 نقطة وصولاً إلى مستويات 3523 نقطة.

◄هوى مؤشر سينسكس في الهند بنسبة 4.4% أو ما يعادل 3279 نقطة وصولا إلى مستويات 72097 نقطة.

تصميم ترامب

تأتي تراجعات الأسواق في آسيا وأوروبا وأميركا بشكل حاد اليوم الاثنين مع تزايد قلق المستثمرين من أن ترامب قد لا يتفاوض بشأن زيادات التعريفات الجمركية الشاملة، مما قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي واسع النطاق.

لم يُبدِ الرئيس الأميركي، أي إشارة إلى التراجع في مواجهة ذعر وول ستريت والرفض الدولي، إذ صرح منذ ساعات أن الأسواق قد تضطر إلى تناول الدواء، وأضاف قائلاً إنه لم يكن يسعى عمداً إلى انهيار الأسهم.

أثناء عودته من عطلة نهاية الأسبوع، قال الرئيس الأميركي، في إشارة إلى خسائر الأسواق العالمية: «لا أريد أن يحدث أي شيء، ولكن في بعض الأحيان، يتعين عليك تناول الدواء لعلاج شيء ما».

في إشارة إلى قادة الاقتصادات الكبرى والمفاوضات المتوقعة، قال ترامب: "إنهم قادمون إلى طاولة المفاوضات، يريدون التفاوض، لكن لن يكون هناك أي حوار ما لم يدفعوا لنا مبالغ طائلة سنوياً».

القادم سيئ

أعلنت الصين عن رسوم جمركية انتقامية، ويستعد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ تدابير مضادة، بينما دخلت الرسوم الجمركية الأساسية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 10% على معظم شركائها التجاريين حيز التنفيذ خلال عطلة نهاية الأسبوع.

من المقرر تطبيق رسوم جمركية إضافية على ما يُسمى «الجهات الفاعلة السيئة» ابتداءً من يوم الأربعاء المقبل.

يعتقد بنك جيه بي مورغان أن الاقتصاد الأميركي سوف يدخل في حالة ركود في النصف الثاني من عام 2025 مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب في الاقتصاد.

يتوقع مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين في جيه بي مورغان، حدوث ركود اقتصادي لمدة ربعين في النصف الثاني من عام 2025، حيث سينكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1% في الربع الثالث من العام، وبنسبة 0.5% في الربع الرابع، وبالنسبة لعام 2025 بأكمله، يتوقع فريق فيرولي انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3%.