01:50 م calendar الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

أي عمل حربي مدان، إذا ما استهدف المواطنين الذين تحت سلطة الأمر الواقع الحوثية، لكن لا أجد في قصف الحديدة انتهاكًا لسيادة الشرعية، فسيادتها انتهكوها بالانقلاب وانتهكوها بمنع تحرير الحديدة ومعظم الشمال وانتهكوها بمنع تصدير الغاز والنفط، انتهكوها بمنع سريان قرارات البنك المركزي وانتهكوها بالتشريد والنزوح..إلخ كلها عدوان وانتهاكات يجب إدانتها.

فجاء الهجوم الإسرائيلي على الحديدة تحصيل حاصل لمسلسل من العدوان والانتهاكات على الشرعية وعلى المواطن وحقوقه.

الحديدة لم تعد من السيادة لأن إيران أسقطتها في مشروعها ودعمت ذلك أمريكا وبريطانيا ومنعت تحريرها، ومنها الأن تدير إيران عملياتها بعد أن صارت قاعدة إيرانية محتلة ولم تعد يمنية إلا إذا تحررت.

 فلم نسمع أن حكومة كوبا مثلًا أدانت ما يجري في "جوانتنامو" لأنها ليست تحت السيادة الكوبية حالها كالحديدة ليست تحت سيادة الشرعية ومتى ما حررتها الشرعية من الاحتلال الإيراني حينها من حقهم أن يتكلموا عن السيادة.

 فبلد تحت البند السابع لا سيادة وطنية لرئاسته وحكومته فلا توجد لديهما من مقتضيات السيادة شيء إلا مسميات اسمية، عدا أن الحديدة لا تشملها السيادة الاسمية للشرعية، فالمسؤول عن سيادتها سلطة الأمر الواقع التي تديرها ولا فرق بين إيران المحتلة للحديدة وإسرائيل التي تضربها؛ الفارق أن الأول اتخذ الحديدة المسلوبة السيادة منطلقًا وقاعدة له والثاني يضربها ردًّا على ما ينطلق منها.

هل يستطيع الرئاسي أن يلزم الحوثي بألا يغامر مغامرات ليست في مقدوره ولا مقدور اليمن أن يتحمل تبعاتها؟ طبعا لا، فالحوثي جزء من ساحات أيران يأتمر بأمرها، صحيح أنه أعطى لعملياته ضجيجًا بنصرة غزة، لكنها نصرة لم تغير من موازين القوى ولو نقطة واحدة لصالح غزة وكان ضجيجها إعلاميًا شعبويًّا وجاء الرد الإسرائيلي فاختار للرد مواقع مؤلمة يكون ضجيجها الإعلامي كبيرًا وخفيفًا في الاستقصاء العسكري ليس كاختيارها لأهداف موجعة للمليشيات الإيرانية في لبنان وسوريا.

إسرائيل اختارت مواقع تؤثر على المدنيين لتداوي وجعًا في إسرائيل، رسالة تطمين لشعبها أن ذراعها يصل إلى كل مكان فكان قدر الحديدة أنها واقعة بين عصابتين: عصابة حوثية هيمنت عليها واتخذتها منطلقا، وعصابة صهيونية وجدت أن الرد فيها أكثر إثارة وضجيجًا.

طبعًا عصابات الاحتلال تقتدي ببعض، فالعصابات الصهيونية اقتدت بالعصابات الإيرانية الحوثية التي أحرقت مصافي عدن عام 2015م.

 

 

 

 

تم نسخ الرابط