09:59 م calendar الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

عبر كل العصور والمراحل التاريخية المتعددة، على تعدد الشعوب والأمم وتنوع تجاربها التاريخية، تثبت لنا يقينًا بأن أحداث التاريخ وصناعة تحولاته الكبرى لا يقوم بها الأشخاص السلبيون والوصوليون والمتخاذلون، أو من يحتفظون بمواقفهم وينتظرون لما ستؤول إليه الأمور، ولا من قبل أولئك الذين يدورون في فلك أعداء قضايا شعوبهم الوطنية العادلة، ويستحيل أيضًا أن يكون هناك دور وطني مشرف لمن يضعون مصالحهم الخاصة كأولوية مطلقة على ما عداها، ويخافون عليها كخوفهم من الموت.

انطلاقًا من ذلك، فإن من يصنعون اليوم مسيرة شعبنا الكفاحية نحو الغد هم كل الأوفياء للجنوب -الوطن والتاريخ والهوية والمستقبل- ومن كل محافظات ومدن ومناطق الجنوب المختلفة وهم من يتقدمون الصفوف بوعي وشجاعة وشرف للدفاع عن حرية شعبهم وكرامته الوطنية، ومن يقدمون التضحيات غالية في سبيل استعادة الجنوب لدولته الوطنية المستقلة، ولا يمنون أبدًا على شعبهم في ذلك، ولا يبحثون عن مكاسب خاصة بهم أو مناصب رفيعة كمكافأة لهم على تضحياتهم وصدق وطنيتهم، ولذلك فهم المعنيون اليوم أكثر من غيرهم بحماية مكتسبات الجنوب الوطنية والدفاع عنها.

فمهمة الحفاظ على ما قد تحقق للجنوب أكبر وأصعب بكثير من عملية تحقيقها بالنظر إلى حجم المخاطر القائمة، وجعل التصويب للسياسات وتصحيح الأخطاء قاعدة ومنطلقًا لذلك، وبصورة جادة وحاسمة لا رجعة فيها من قبل الانتقالي دون تردد، وبعيدًا عن أي اعتبارات أخرى ومن أي نوع كانت، وبما يعزز ويخدم مصلحة الجنوب العليا وتماسك جبهته الوطنية الداخلية وعلى قاعدة الشراكة الفعلية الواسعة، ضمانًا للحفاظ على مكتسبات المحققة والسير بثبات حتى نيل شعبنا لكامل استحقاقاته الوطنية.

وبالعودة للإشادة أعلاه بدور وموقف كل الأوفياء والمخلصين المشرف من قضية شعبهم نجد أن البعض هم القلة القليلة قد وقفوا على النقيض في سلوكهم ومواقفهم، حيث اختزلوا (مهمتهم) بالحصول على المكاسب والمنافع الشخصية لهم، بكونها (حقًا) لهم على ما قاموا به من (دور) أثناء مقاومة الغزو الحوثي - العفاشي عام 2015م تحديدًا، وشارك فيها الآلاف غيرهم من أبناء الجنوب بدور وفعالية أكبر مما يدعيه هؤلاء.

لقد ألحق هؤلاء الأذى الكبير بسمعة ومكانة ودور الغالبية العظمى من الشرفاء والمخلصين والأوفياء لدورهم في تلك الأجهزة والمؤسسات التي ينتسبون لها أو يعملون تحت مظلتها، ولذلك فقد آن الأوان لوقفة جادة أمام هذه الحالة الشاذة ومحاسبة كل من أسهم بنشر عدم الانضباط، ومارس (البلطجة) باسم المقاومة والدفاع عن الجنوب وعلى حسابه، والإساءة لمعنى ومفهوم وقداسة الدفاع عن الوطن، وتأهيل وإعادة تأهيل من يستحقون ذلك.

إن الأوضاع تفرض على الجهات المعنية عدم استبعاد وجود اختراقات نوعية وعلى مختلف المستويات، واتخاذ التدابير الاحترازية الضرورية تجنبًا لأي مخاطر محتملة.

 

الاكثر مشاهدة

تم نسخ الرابط