12:30 م calendar السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

لا شك أن الجنوب أمام تحديات كبيرة، فحالة الخلط الراهنة لا يمكن البناء عليها مطلقا ومهما كان حجم التفاؤلات فإنها لا تستند إلى واقع الحال بصورة مجردة من مجاملة الذات أو تقليل مخاطر ما يجري على ساحتنا الجنوبية.

لم نعد نحافظ على تضحيات ونضالات شعبنا ولا نميز بين الأشياء إذا قبلنا بما أملته الألة الإعلامية التي تعمل دون كلل ولا ملل على تمزيق النسيج الاجتماعي الجنوبي وتجاوز ثمرات جهود كبيرة بذلت على صعيد استعادة الحق الجنوبي.

عجزوا خلال سنوات مضت عن كبح مسار شعبنا صوب استعادة الحق، ولذلك ابتكرت طرق تركيع جديدة عبر الجانب الاقتصادي وتصوير كل ما يعانيه المواطن الجنوبي جراء ممارسة الانتقالي عمله في حين أن ما جرت من تسويات ومشاورات كانت تضعه أمام أصعب الخيارات، فكيف يتم استثمار كل ذلك في شن حملات واسعة على الكيان السياسي للجنوب؟ في هذه الأثناء يأتي ذلك ممن لا يؤمنون بعدالة قضيتنا ومن الرموز التي ظلت تعارض قضية شعبنا ولديها مشاريع أخرى.

كيف تبدل الحال وأضحى صوتهم مسموعا جراء ما تولدت من معاناة جنوبية جراء ملفات الفساد والمفسدين ممن رأت بصائرهم في هذا التوقيت أن مأساة شعبنا سببها الانتقالي؟

طرح مغلوط تماما بل قلب الحقائق رأسا على عقب.. وجدوا فرصة سانحة لاستغلال الوضع الاقتصادي وانهيار العملة للمضي باتجاه استغلال كل حادثة تجري وتسييسها وامتطاء صهوتها من قبل خصوم الجنوب كافة كما لو أن مساراتها الوحيدة التي تفضي إلى حال جنوبي مستقر.. تأليب مستمر وبعث الماضي والتلويح بزج الجنوب في أتون مواجهات داخلية يكون ناتجها تمرير المشاريع التي تعيدنا إلى جوف المأساة التي لم نخرج من وحولها بعد.

ليس دفاعا عن الانتقالي ما ذهبنا إليه بل دفاعا عن قضية شعبنا التي سيتم وأدها من قبل من يتباكون على ما وصل إليه الوضع الاقتصادي من بؤس وإفقار.

فهل لا يكون الخلاص إلا بالتخلي عن قضية الجنوب وشيطنة كل الكيان السياسي الحامل لقضيتنا؟

لا شك بأن الصورة محرفة تماما وكل ذلك يستهدف الجنوب الذي وضعت قياداته السياسية أمام تحديات كبيرة في محاولات لا يمكن تجاهل أهدافها، والثابت أن العمل جرى ومازال يجري على الشق الاقتصادي وكل من يدعون حزنهم على ما بلغناه يذرفون دموع التماسيح التي تسعى لاصطياد قضيتنا في المياه العكرة.

 

الاكثر مشاهدة

تم نسخ الرابط