منذ المرة الأولى التي التقيت فيها بالراحلة الزميلة جيزال خوري، يرحمها الله، لم تكف عن انتقادي حول التقصير في الكتابة عن تجربة اليسار في اليمن الجنوبي، وحتى ما قبل رحيلها بثلاثة أشهر التقيتها في المرة الأخيرة بأبوظبي، وأخذتني في حديث طويل حول مقالتي «الحضرمي يسارياً»، ناقشتني في ما لم يكن يخطر ببالي، فلم تنس أني كنت قد قلت لها بأني تتلمذت على كتابات شكيب أرسلان أمير البيان وساطع الحصري وقسطنطين زريق، ويبدو أنها لم تغادر هذه الدائرة فهي ترى عدن تماثل بيروت بإفرازاتها الفكرية، وأن التقصير تتحمله النخبة الصحفية الجنوبية المعاصرة التي لم تقدم قراءات تاريخية توازي الإرث السياسي والثقافي لليمن الجنوبي.
القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد وعدن شكلت حواضن فكرية في القرن العشرين