ما هو ممكن تحقيقه اليوم ومتاح أمام قوى الجنوب الوطنية المختلفة وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي؛ وبأقل قدر من الأثمان الوطنية المستحقة؛ فقد يكون غدًا صعبًا وبثمن باهظ وبوقت قد يطول كثيرًا؛ وتتعاظم التضحيات وتتقلص الفرص وتضيق وتتعقد فيه المسارات؛ وقد تتعرض فيه جبهة الجنوب الوطنية الداخلية لمزيد من الاختراقات النوعية مع الأسف؛ الأمر الذي قد يجعل من انتصار مشروع الجنوب الوطني أمرًا مرحلًا ليوم قد لا يكون قريبًا؛ أو كما نتمناه ويضحي شعبنا غاليًا من أجله اليوم.
إن المسؤولية الوطنية والتاريخية كبيرة أمام الجميع دون استثناء؛ والوقت ليس فيه متسعا (لترف) التنازع و(الفهلوة) والخصومات والمزايدات العبثية؛ وحماقات المكايدات السياسية وحملات تشويه الآخر الجنوبي؛ بهدف إضعافه أو للرغبة بإزاحته من ساحة الفعل الوطني والسياسي المشروع؛ فالجنوب اليوم أحوج ما يكون لوحدة صفوف مناضليه؛ وجعل مهمتهم الرئيسية الأولى في هذه الظروف؛ هي إنقاذ الجنوب والدفاع عن مشروعه الوطني الجامع؛ فالانتصار لحرية وكرامة ومستقبل شعبنا الجنوبي يتوقف على وحدة الفعل الوطني المسؤول والواعي والمدرك بعمق لخطورة الأوضاع وحجم التآمر القائم ضد الجنوب.
فاليوم تختبر الإرادات وصدق المواقف وتمتحن فيها البرامج السياسية والشعارات التي ترفع باسم الجنوب أو دفاعًا عنه؛ فقد حان الوقت لتجسيد روح الوطنية الجنوبية على الأرض؛ بالسلوك الأخلاقي ونقاء الضمير الوطني وبالأفعال الملموسة؛ أكان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات والأطر الوطنية والسياسية المختلفة؛ وسيكون شعبنا العظيم هو الشاهد والحكم على أولئك الذين يجسدون إرادته الوطنية ويدافعون عنها؛ أو من يقفون على الضد منها ويختزلون الوطنية بمدى حصولهم على المنافع والمكاسب الشخصية والخاصة وبحسابات خاطئة ومفضوحة.