من جديد هاهي المهرة تجدد العهد وتؤكد المؤكد.. تقف اليوم شامخة، لتقول كلمة الفصل، وقد قالتها. وها هم أهلها الكرام الطيبون، يقفون شامخين كأشجار النخيل الباسقة، التي تعانق السماء. الصورة الآتية من عاصمة المحافظة "الغيضة" ابلغ من الكلام. احرار المهرة وحرائرها تقاطروا من كل حدب وصوب ومن مختلف مدن وبلدات المحافظة المترامية الأطراف.
جاءوا من سيحوت والغيضة. من قشن ومن وادي المسيلة، من صقر ومن حصوين، من ضبوت ورخوت، ومن حوف وجاذب وغيرها من المدن والبلدات والصحاري والشعاب، جاءوا للمشاركة في المهرجان الحاشد الذي شهدته عاصمة المحافظة الغيضة احتفاء بثورة 14 أكتوبر المجيدة في ذكراها الحادية والستين. امتلأت الميادين وغصت الشوارع بالناس وبأعلام الجنوب واللافتات التي تعبر عن فخر واعتزاز أبناء المهرة بهذه الثورة المجيدة، التي كان لهم قصب السبق فيها.
كان أبناء المهرة سباقون في اللحاق بركب الثورة منذ اندلاع شرارتها الأولى. فقد انظموا الى صفوف الثوار الأوائل، الذين آمنوا بالكفاح المسلح سبيلا لأنهاء الاحتلال البريطاني للجنوب، عبر منظمة شباب المهرة، التي كانت احد المنظمات التي تشكلت منها الجبهة القومية رائدة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني. احرار المهرة وحرائرها شاركوا بفاعلية في الثورة، وساهموا في تحقيق النصر .
لقد كانت المهرة عبر تاريخها الطويل، وما زالت، تمثل جوهرة الجنوب، حيث تتجذر الأصالة في قلب كل فرد من ابنائها، الذين يفاخرون بانهم جنوبيون اقحاح، رمز هم الوفاء والعطاء، والشهامة والكرم. فلن ينسى احد تاريخهم العريق، وتراثهم الغني، وجذورهم المتعمقة في أرضهم، وأغصانهم الممتدة بالكرم والجود الى كل شبر من ارض الجنوب. فتضحياتهم وجهودهم المتواصلة في سبيل استكمال تحرير ما تبقى من ارض الجنوب واستعادة دولته وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية، تستحق منا كل تقدير وإشادة، فهي ستظل خالدة في ذاكرتنا وذاكرة الأجيال.
#المهره_هويتها_جنوبيه