يا وجعي عليك يا صديقي العزيز صالح، رحلت قبل الأوان، قبل أن نرى تلك الأحلام التي طالما تحدثنا عنها معًا تتحقق، الأحلام التي كنا ننسجها منذ سنوات طويلة في ليالي النقاش والهموم الوطنية.
رحلت عنا في عز عطائك وقوة حضورك، وكم كان رحيلك موجعًا، خاصة بعد آخر لقاء لنا قبل شهرين حين رأيت فيك تفاؤلًا وتحسنًا كبيرًا في صحتك.
كم يؤلمني هذا الفراق الذي يأخذ أعز الأصدقاء دون سابق إنذار، كلما عدت بذكرياتي إلى الماضي، أتذكر أحاديثنا، أحلامنا الوطنية، همومنا الشخصية، وحتى تلك النقاشات التي كنا نختلف فيها، كانت نصائحك دائمًا محل تقدير، رغم معارضتي لك في بعض الأحيان.
يا صديقي، ما أقسى وأصعب الحياة في هذا الوطن، نفني أفضل أيام عمرنا في خدمته، وتنهش فينا همومه يوماً بعد يوم. نعيش نحلم بمستقبل أفضل، ونسعى لتحقيقه، ثم نرحل قبل أن نرى تلك الأحلام تتحقق على أرض الواقع، كم هو مؤلم أن تغادرنا دون أن تشهد ثمرة كفاحك وجهودك.
رحيلك صعب جدًا علينا، لكنه في النهاية قضاء الله وقدره، ولا مفر منه، خسارتنا كبيرة، وخسارة الوطن أكبر بفقدانك.
أسأل الله أن يرحمك، ويسكنك فسيح جناته، وأن يلهمنا وأهلك الصبر والسلوان.