02:00 ص calendar الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

من يتابع التغطية الإعلامية اليمنية وطرفياتها لأي حالة في الجنوب سواء الفضاء الإلكتروني أو الإعلام التقليدي صحافة أو قنوات وحتى الإذاعة يجدها متحيّزة بل وتفتري ليس في وصف الحالة أو إيراد الخبر وتضخيمه بل في وضعه خارج سياقاته وتحمله معاني ليست فيه، فأي حادث في عدن تتخذ له أبعادًا تهويلية سياقًا وتناولًا وتحليلًا وتوظيفًا وهو يعكس سياسة إعلامية غير موضوعية ولا محايدة تهدف لإثبات فشل كل شيء في الجنوب.

تغطية لا نجدها تغطي الأحداث والجرائم في سلطة الأمر الواقع عند الحوثي بنفس اللغة والتحشيد والتوظيف بل تُمارس عليها تغطية وسكوت وتعمية ولا نجد أيضًا تحليلات تسلّط الضوء على الأحداث والتجاوزات في المناطق القليلة الخاضعة للشرعية سواء في مأرب أو تعز أو سلطة المخا.

وحتى في تغطية أحداث الإرهاب تذهب أغلب تغطياتهم إلى وضعه في سياق خلاف جنوبي جنوبي بينما ظل إعلامهم وتغطياتهم منذ 1994 حتى انكسار الحوثي في الجنوب يغطي الأحداث ويربطها بالإرهاب المستوطن في الجنوب... كيف تغيّر؟ ولماذا تغيّر؟

لو أخذنا مثالًا من زيارة "العليمي" لـ"تعز" التي ظهر في اللقاء الرسمي شخص مطلوب أمنيًّا وقضائيًّا وكان ممن اجتمعوا به ومر الحادث بكل بساطة وبدون تناول ولا تحليل ولا إشارة إلا من إشارة أو إشارتين قرأتهما في منصة (X) ولو افترضنا أنه وقع في عدن... كيف ستكون التغطية وكيف سيسلطون الضوء على ذلك المطلوب أمنيًّا وقضائيًّا الذي يسرح ويمرح ويحضر اجتماعات رسمية الذي دفع به المجلس الانتقالي للاجتماع بـ"العليمي" سيعملون منها قضية رأي عام يتناولونها ويحللونها إلى الآن!.

في سلطة الحوثي سجنوا نساءً وخرجن وقدّمن شهادات مخجلة عما تعرضن له، وسجن أبرياء وقتلوا خارج القانون ولو قارنّا تغطية ذلك بالتغطية الرافضة لتعيين "المحرمي" لهيكلة الجيش والأمن في الجنوب ستكون تغطية المحرمي أكثر تحليلًا ورفضًا وتشكيكًا فعدا إجماعهم على أنه قرار انفصالي أخذ بعضهم أنه انقلاب على الانتقالي وآخرون أنه انقلاب على الرئيس عيدروس...إلخ نال أكثر مما نالته قبائل "قيفة ورداع" ومقاومتها للكهنوت الحوثي الذي اقتحم قرى القبائل في رداع وعمل فيهم مجازر بل أن الشاذين منهم اغتصبوا الأطفال ولولا استنفار القبائل فإن التغطية الإعلامية وتسليط الضوء لم تكن في مستوى ما عصف برداع وقبائلها.

لماذا هذه المعايير المزدوجة في التغطية؟

لن أقول إن الجنوب يخلو من حالات وسلبيات توجب تغطية ساخنة وناقدة، لكن ما يثير الاستهجان المعايير المختلفة للحالات المتماثلة في التغطية والتناول فهي لم تأتِ صدفة بل عن توافق قوى اليمننة تؤكد أن الجنوب يتعرض لحرب عسكرية وسياسية وإعلامية.. إلخ اجتمع عليها أغلب إعلام الشمال حوثي إخواني وعفاشي الهدف منه طمس النموذج الجنوبي وتشويهه وتقبيحه وشيطنته وإثبات عدم قدرته وجدارته على الإدارة سياسيًّا وإداريًّا وأمنيًّا وعسكريًّا وألا نموذج جنوبي إلا النموذج الاشتراكي- الذي لو فيه حياة لبعثها فيه "بوتين" في روسيا، لكنهم يمررونه بمناسبة وبلا مناسبة لتأكيد وتسويق أن النموذج اليمني سواء حوثي أو إخواني أو عفاشي هو نموذج الدولة الأفضل محليًّا وإقليميًّا.

 

الاكثر مشاهدة

تم نسخ الرابط