نتذكر السبعينات من القرن الماضي والجهود الحثيثة للقيادة السياسية في الجنوب للرفع من مستوى الحياة الاجتماعية والمعيشية للفلاحين والعمال والطبقات الفقيرة الأخرى بغض النظر عن أخطاء هذه القيادة في جوانب تتعلق بالصراع السياسي الذي يضخم أحيانًا وكأننا الوحيدون من بلدان العالم الثالث ممن حدث لهم صراع مثل هذا في بلدهم.
وعلى الرغم من ذلك فأي صراع مسلح على السلطة مدان بطبيعة الحال مهما كانت الدوافع والأسباب.
لكن لا أحد يستطيع نكران أن فئات المجتمع المختلفة قد عاشت بكرامة ولم تصل حد التسول والوقوف على أبواب الأغنياء والمنظمات الدولية كما هو حادث اليوم.
كما أننا لا نستطيع نكران دور القائد الرئيس سالمين واقترابه حد الاندماج في حياة المستويات الأفقر من الشعب وخاصة العمال أو الشغيلة كما أطلق عليهم والفلاحين المزارعين وكانت حصيلة ذلك مصنع الغزل والنسيج في عدن ومصنع الطماطم في لحج.
وبالعودة إلى حاضرنا الصعب اليوم، فإن جهود اللواء أحمد عبدالله التركي محافظ لحج لإعادة بناء وتأهيل مصنع الطماطم بالفيوش مديرية تبن سيكون بمثابة ضربة معلم لصالح المزارعين والمحافظة على السواء، بدلًا من أن تهدر كميات كبيرة من الطماطم سنويًّا دون الاستفادة منها، وهي جهد وعرق ومال المزارع الغلبان الذي يذهب جهده كله سدى.
إن النظرة الثاقبة بإعادة تأهيل مصنع الطماطم بلحج سواء عن طريق الدولة أو الاستثمار ستكون له مردودات مادية واقتصادية واجتماعية عديدة أقلها أنه سوف يستوعب عمالة مركونة في خانة المهملات وفي نفس الوقت سوف يغطي احتياجات السوق من سلعة الطماطم التي لا يستغني عنها أحد. بالإضافة إلى أن محافظة لحج بقيادة اللواء تركي تكون قد وضعت نفسها في الطريق الصحيح.. طريق التنمية المستدامة بدلًا من العيش في دوامة الطوارئ وسبل العيش.