02:02 ص calendar الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق 19 ربيع الأول 1446 بتوقيت عدن
الرئيسية عاجل القائمة البحث

إن مفهوم السياسة اليوم هو القدرة على كشف الحقيقة وليس القدرة على إخفاء الحقيقة كما كان في الماضي ونحن أمام خارطة طريق صممت أو تصمم لحل الصرعات القائمة، وحتي تكون خارطة طريق سليمة تودي إلى حلول للقضايا والمشاكل القائمة فإنه لمن المهم جدا معرفة طبيعة وجوهر الصراع القائم حتى تصمم خارطة طريق تستوعب ذلك الصراع، وإلا فإنها لن تقود إلى حلول ناجعة.

الصراع القائم اليوم هو حول مستقبل الجنوب وشكل الدولة اليمنية ونظامها السياسي، ولأن قضية الجنوب هي قضية وطن وهوية وطنية قضية أرض وإنسان أنتجتها حرب 94م الظالمة التي نتج عنها ظم وإلحاق الجنوب باليمن (الشمال) بالقوة، وأن شعب الجنوب يناضل من أجل استعادة دولته بهويته الخاصة به وعلى أرضه بحدود ما قبل العام 1990م أي قبل إعلان مشروع الوحدة الفاشلة، فإن الصراع الأول والجذري هو حول مستقبل الجنوب وحل هذا الصراع هو مقدم على النظر في شكل الدولة اليمنية ونظامها السياسي، فلا يجوز أن نبني شكل دولة ونظام سياسي على صراع بين الشمال والجنوب حول الوطن والهوية الوطنية واستعادة دولة الجنوب، لأن ذلك يعني أننا نحاول أن نبني تنظيمًا للدولة على صراع حول الوطن والهوية الوطنية وعلى ظم وإلحاق الجنوب باليمن (الشمال) ولا يمكن لشكل الدولة ونظامها السياسي أن يكون حلًا لقضية شعب يناضل من أجل الاستقلال واستعادة دولته، وبالتالي فإن خارطة الطريق التي تعتمد منهجية الحل لقضية شعب ينشد الاستقلال واستعادة دولته من خلال شكل دولة الاحتلال ونظامها السياسي ما هو إلا ضرب من الخيال.

فالمنهجية السليمة لخارطة الطريق هي حل قضية شعب الجنوب من خلال إطار خاص بها أولا، ثم الانتقال إلى معالجة شكل الدولة ونظامها السياسي لما ينتجه حل قضية شعب الجنوب، لأن شكل الدولة ونظامها السياسي يبنى على مخرجات حل قضية شعب الجنوب وليس العكس.. هذا هو السيناريو المتوقع أن تتضمنه خارطة الطريق وهذا السيناريو هو الواقعي، وحتى خصوم قضية شعب الجنوب يرونه كذلك لكن يتعمدون إيجاد حل لقضية شعب الجنوب غير واقعي من خلال شكل الدولة ونظامها السياسي، كما أن لديهم سيناريو داخل هذا السيناريو، أي حل قضية شعب الجنوب قبل النظر في شكل الدولة اليمنية ونظامها السياسي، وهو تشتيت التمثيل الجنوبي إلى العملية السياسية من خلال ما نشاهده اليوم من ترويج للمناطقية وتفكيك الجنوب ومحاولة تحميلها مشاريع مختلفة لمستقبل الجنوب وجعل البعض منها يتبنى السيناريو المعوج أي حل قضية شعب الجنوب من خلال شكل الدولة اليمنية ونظامها السياسي.

الاكثر مشاهدة

تم نسخ الرابط